دروس الجغرافيا باكلوريا ادابدروس الجغرافيا باكلوريا اقتصاددروس باكلوريا ادابدروس باكلوريا اقتصاد
الدرس :القفزة الاقتصادية البرازيلية : دعائمها
مقدمة :
تعتمدالقفزة الاقتصادية البرازيلية على دعائم متنوعة جعلت منه دولة صناعية جديدة بفضل نجاح تجاربه التنموية و تعدد مزايا الرصيد البشري والوسط الطبيعي واستفادته من الراسمال الاجنبي. كيف ساهمت هذه الدعائم في تحقيق القفزة الاقتصادية ؟
1) تعاقب نماذج التنمية
النموذج التنموي القائم على القومية الاقتصادية : من الثلاثينات الى 1964 | تميز هذا النموذج بالاعتماد على استغلال الموارد الذاتية وتبنّي نموذج التصنيع المعوّض للتوريد —- ادّى هذا النموذج التنموي الى ارساء اسس صناعة وطنية متينة و تركيز نسيج صناعي متكامل وتاسيس شركات عمومية ك سيدربراس (الفولاذ) وبيتروبراس(النفط) ولكن اصطدم هذا النموذج بضيق السوق الداخلية وأدّى الى تكريس التبعية التكنولوجية للخارج |
النموذج التنموي القائم على النهوض بالصادرات : منذ 1964 | يعتمد على نموذج التصنيع الحاثّ على التصدير وتشجيع الزّراعات التصديرية واستقطاب الاستثمار الاجنبي بسنّ الدولة لقوانين محفزة (الضغط على الاجور…) —— نجح البرازيل في اقتحام صناعات التكنولوجيا المتطورة واكتسب القدرة على المنافسة ولكن افرز هذا التوجه عدة سلبيات كالتضخم المالي و تفاقم المديونية واختلال الهياكل العقارية |
سياسة الانفتاح الاقتصادي : منذ بداية التسعينات | تمثلت في : تطبيق برنامج الاصلاح الهيكلي و تحرير المبادلات بالغاء الحواجز الجمركية الى جانب تراجع دور الدولة في الاستثمار والتفويت في المؤسسات العمومية —–ادت سياسة الانفتاح الى تطوير الطاقة الانتاجية الصناعية والفلاحية ومكنت من اقتحام الاسواق الخارجية ولكن افرزت عدة سلبيات من بينها افلاس عديد المؤسسات وتفاقم البطالة |
2)الدعائم البشرية
مزايا الرصيد البشري | يعد البرازيل 215.3مليون نسمة في سنة 2022مما يوفّر دعامة للاقتصاد بفضل : –بنية عمرية فتية تضم نسبة هامة من السكان النشطين تمثل 69.8%من مجموع السكان سنة 2022 -تحسن مستوى التاهيل والتكوين بفضل تعزز جهود التعليم مما يوفر يد عاملة مؤهلة قادرة على تدعيم القدرة التنافسية للمنتجات البرازيلية –توفر سوق استهلاكية هامة بفضل تحسن معدل الدخل الفردي الذي قدر ب 8317دولار للفرد سنة 2022 الى جانب ارتفاع نسبة التحضر:88%سنة 2022 –توفر رصيد هام من اليد العاملة باجور منخفضة (2.3دولار كحد ادني للساعة الواحدة )مقارنة بمثيله في الولايات المتحدة الامريكية مما يساعد على استقطاب المستثمرين |
مزايا متعددة للهجرة الوافدة | استقطب البرازيل موجات هجرية متعاقبة منذ القرن 16 من مختلف القارات —-ساهمت الهجرة الوافدة في توفير عدة مزايا (خبرات ورؤوس اموال و يد عاملة مجانية في مزارع القطن والقهوة) ويواصل البرازيل استقطاب المهاجرين الذين يقدر عددهم (سنة 2021 )1.8مليون مهاجر اي مايمثل 0.5%من مجموع السكان مما يمثل دعامة للاقتصاد وللاستثمار |
هجرة داخلية نشيطة | يتميز السكان بالروح الريادية والرغبة في تغيير مقر إقامتهم : تنطلق موجات هجرية هامة من المناطق الشرقية (الشمال الشرقي و الجنوب الشرقي) في اتجاه اقاليم الريادة (الشمال والوسط الغربي) لغزو اراض جديدة و البحث عن المعادن النفيسة —- ادت الهجرة الداخلية الى تخفيف الاكتظاظ عن الجنوب الشرقي واحياء الاقاليم النائية (امازونيا)وادماجها في المجال الوطني |
3) وفرة الثروات الطبيعية والتحكم في المجال
ا)ثروات الطبيعية وفيرة
موارد طبيعية سطحية هامة | اتساع المجال الجغرافي :يمسح 8.5مليون كلم2 (مايعادل تقريبا مساحة اوروبا) مما يوفر مزايا عديدة: -توفير مجال هام من الاراضي الصالحة للزراعة تبلغ 480مليون هك –تعدد الاقاليم المناخية مما يسمح بتنوع الانتاج الفلاحي -توفر موارد مائية ضخمة يؤمنها نهر الامازون وروافده وهي توظف في الريّ و النقل وتوليد الطاقة –وجود ثروة غابية هامة تتمثل في غابة الامازون التي تمسح 2.8مليون كلم 2 مما يوفرة ثروة خشبية وموارد طبيعية اخرى كالمطاط والزيوت النباتية |
ثروات باطنية وفيرة | *اهمية الموارد المنجمية : ينتج البرازيل17.4%من الانتاج العالمي للحديد سنة 2022ويحتل المرتبة 2عالميا ويتركز الانتاج في سيارا دي كرخاس و يساهم ب 7.5%.من الانتاج العالمي للبوكسيت سنة 2022و يحتل المرتبة 4عالميا كما يعتبرخامس منتج للمنغنيز في العالم وسادس منتج للفسفاط في العالم بالاضافة الى انتاج معادن ثمينة مثل الذهب(2/من الانتاج العالمي والرتبة 14 عالميا ) *انتاج طاقي مرتفع -النفط :يحتل المرتبة 9 عالميا بنسبة 3.7%من الانتاج العالمي سنة 2022 -الطاقات المتجددة من انتاج للكهرماء (يحتل المرتبة العالمية ال6 بنسبة 9.2%من الانتاج العالمي سنة 2021)وكحول قصب السكر (كبديل للنفط) -الطاقة النووية —تمكن البرازيل من رفع انتاجه الطاقي وتحقيق اكتفائه الذاتي ولكن يشكو البرازيل من السلوك الاستنزافي لثرواته الطبيعية |
ب)السعي الى التحكم في المجال
دور الدورات الاقتصادية | بدأت محاولات التحكم في المجال منذ القرن 16عن طريق الدورات الاقتصادية التي ساهمت في احياء االمناطق المنعزلة وتعميرها : –دورةقصب السكر في القرنين 16و 17 —–أدت الى احياء الشمال الشرقي –دورة الذهب و تربية الماشية في القرن 18—–أدت الى احياء الوسط الغربي –دورة القهوة في القرن 19 ——أدت الى احياء الجنوب الشرقي الى جانب دورة المطاط التي ساهمت في احياء امازونيا |
سياسات التحكم في المجال في القرن 20 | *تركيز شبكات النقل : بارساء المواني البحرية والنهرية النشيطة والمحاور الطرقية مثل الطريق العابرة لامازوني الى جانب تدعيم النقل الجوي وتطوير شبكات الاتصال –———ادماج المناطق المنعزلة في المجال الوطني *بعث اقطاب تنمية : مثل ميناوس في الشمال و برازيليا في الوسط التي اصبحت العاصمة الجديدة للبرازيل سنة 1960 للحد من التركز البشري والاقتصادي في الحنوب الشرقي لايزال البرازيل عاجز عن التحكم في المجال الجغرافي الشاسع وفك عزلة المناطق النائية |
4)تعبئة الموارد المالية الاجنبية
تدفق الاستثمارات الاجنبية | يوفر البرازيل منذ 1964 حوافز هامة للاستقطاب الاستثمار الاجنبي مما يجعله جنة للمستثمرين —— تضاعفت تضاعفت قيمة ادفاق الاستثمار الاجنبي الوارد بين بين 1995و 2022 واصبحت 86مليار دولار (الرتبة 5عالميا )كما تضاعفت قيمة رصيد الاستثمار الاجنبي المباشرة الوارداكثر من 12مرة في نفس الفترة تصبح 815.6مليار دولار ومن ناحية اخرى تضاعفت قيمة الادفاق الصادرة واصبحت 25.2 مليار دولار سنة 2022 واحتلت الرتبة 14 عالميا ساهمت الاستثمارات الاجنبية في دعم القفزة الاقتصادية بتركيز المركب الفلاحي الغذائي (عن طريق الشركات عبر القطرية كدانون ونسلي) كما ساهمت في تطوير صناعات التكنولوجيا العالية (عن طريق فورد و طيوطا …) ولكن يكرس الاستثمار الاجنبي المباشر التبعية المالية والتكنولوجية تجاه الشركات عبر القطرية التي تستفيد من القفزة الرازيلية بتحقيق ارباح طائلة ترحلها الى اوطانها بينما تساهم في تنامي البطالة والفقر |
اللجوء الى الاقتراض الخارجي | لجأ البرازيل الى سياسة الاقتراض الخارجي لتمويل المشاريع التنموية و بناء العاصمة الجديدة وتركيز البنى الاساسية المحفزة على جلب المستثمرين —-ساهمت سياسة الاقتراض في تحقيق بعض المشاريع التنموية ولكنها تسببت في تفاقم المديونية حيث تبلغ قيمة رصيد الدين العمومي تبلغ 578.6مليار دولار سنة 2022 اما خدمة الدين فهي تمثل 29.2%من مجموع الصادرات و 31%من من الناتج الداخلي الخام . ومن ناحية اخرى أدت سياسة الاقتراض الى القبول ببرنامج الاصلاح الهيكلي وشروط صندوق النقد الدولي في مطلع الثمانينات مقابل اعادة جدولة الديون فاضطر الى التفويت في عديد المؤسسات العمومية رغم ذلك يواصل البرازيل اللجوء الى سياسة الاقتراض .وللافلات من فخ المديونية يعمد الى التسديد الاستباقي للدين مستغلا فوائض الميزان التجاري |
خاتمة :
استفادت القفزة الاقتصادية البرازيلة من دعائم متنوعة جعلت منه قوة اقليمة تشع على الجنوب الا انه يظل بلد نام نظرا لعجزه عن تجاوز التباينات الاجتماعية والمجالية الحادة