دراسات تأليفية

مقال حول مرحلة التعايش السلمي بين العملاقين السوفياتي والامريكي في النصف الثاني من القرن العشرين

مقدمة طبعت القطبية الثنائية العلاقات الدولية بين 1947و1991 في اطار الحرب الباردة بين العملاقين السوفياتي والامريكي. فقد ساد التوتر بينهما فترات طويلة تخللتها ازمات حادة وفترات من التعايش السلمي تطور ت تدريجيا الى مرحلة الانفراج النسبي .ما هي دوافع التعايش السلمي و ماهي مظاهر الانفراج النسبي وما هي حدوده

I) دوافع التعايش السلمي:

انطلقت فكرة التعايش السلمي على لسان الكاتب العام للحزب الشيوعي السوفياتي خورتشيف وقد رحب الرئيس الامريكي كندي بالفكرة واكد على ان التعاون بين البلدين كفيل بتعويض حالة التوتربين البلدين بتنافس نزيه ومن بين دوافع التعايش السلمي :

* توازن الرعب النووي والخوف من اندلاع حرب نووية مدمرة للطرفين

                *ظهور قوى نووية جديدة كالصين التي انشقت عن المعسكر الاشتراكي وفرنسا المنشقة عن المعسكر الراسمالي الغربي 1966

                 *السبق التكنولوجي الذي حققه الاتحاد السوفياتي في مجال غزو الفضاء باسال اول مركبة فضائية واول رجل الى الفضاء

             *تضخم مصاريف السباق نحو  التسلح على حساب مستوى العيش خاصة في الاتحاد السوفياتي

== مرت العلاقات السوفياتية الامريكية بفترة تعايش سلمي من ابرز مظاهرها تعدد الزيارات الرسمية بين الزعماء و مد خط الهاتف الاحمر بين موسكو وواشنطن لمزيد دعم الحوار 1963 مما ساعد على تطور التعايش السلمي الى مرحلة انفراج في العلاقات بين الكتلتين

II) مظاهر الانفراج:

تطور التعايش السلمي الى انفراج في العلاقات الامريكية السوفياتية في واسط الستينات و طيلة السبعينات ومن ابرز مظاهره:

           *على المستوى العسكري : سعي العملاقين السوفياتي والامريكي الى عقد اتفاقيات ثنائية تحد   من انتشار الاسلحة النووية ك “اتفاقية منع التجارب النووية ” 1963 وخاصة اتفاقية سالت 1في سنة   1972

التي تهدف الى الحد من الصواريخ العابرة للقارات و من امتلاك الغواصات القاذفة للصواريخ

         *على المستوى الديبلوماسي : اعتراف المانيا الغربية بالمانيا الشرقية و بحدودها مع بولونيا   وقبول عضوية الالمانيتين في منظمة الامم المتحدة 1972 الى جانب تكثف الزيارات الرسمية مثل زيارة برجنيف لواشنطن 1973 وزيارة نكسون للصين و موسكو 1972

        *على المستوى الاقتصادي:تزويد الولايات المتحدة الامريكية الاتحاد السوفياتي بالحبوب وبمعدات التكنولوجيا المتطورة

             *على المستوى الثقافي و العلمي :التعاون في مجال غزو الفضاء وتبادل الخبرات وبرامج البحث العلمي المشترك وتوطد ذلك بالتلاحم بين المركبتين الفضائيتين “ابولو ” الامريكية و “سوايوز” السوفياتية سنة 1975

=== بلغ التعايش السلمي ذروته 1975 مع صدور الاعلان النهائي لمؤتمر هلسنكي في اوت 1975 الذي نص على احترام سيادة الدول و عدم اللجوء الى القوة لحل النزاعات بينها واحترام حقوق الانسان وتنمية العلاقات بين الشعوب

III) حدود التعايش السلمي

تجسمت حدود الانفراج في اندلاع ازمات دولية وحروب طرفية لم تؤثر على العلاقات بين العملاقين :

           *ربيع براغ 1968: تدخل الاتحاد السوفياتي لانهاء التجربة التحريرية بتشكسلوفاكيا دون ردود فعل امريكية

         *حرب فيتنام : 1963-1973:بين فيتنام الشمالية الشيوعية بزعامة هوشي منه المدعومة من الاتحاد السوفياتي وفيتنام الجنوبي المدعوم من قبل الولايات المتحدة الامريكية وانتهت بانسحاب الطرف الامريكي وتوحيد كامل الفيتنام تحت الراية الشيوعية 1973

        *توسع النفوذ السوفياتي بامريكا اللاتينية ودعمه لحرات التحرر بافريقيا كانغولا والموزنبيق 

       *التدخل السوفياتي في افغانستان 1979-1989 لنجدة النظام الشيوعي المهدد من المجاهدين الافغان        

*ازمة الصواريخ الاوروبية : ركز الاتحاد السوفياتي صوارخا نووية متوسطة المدى “س س 20 “في اوروبا الشرقية والوسطى ورفض سحبها وكان الرد الامريكي بتركيز صواريخ “برشينغ 2 “في اوروبا الغربية كما اعلن الرئيس الامريكي ريغن عن مبادرة “حرب النجوم ” مما اثار المخاوف السوفياتية

خاتمة

تميزت العلاقات الامريكية السوفياتية بانفراج نسبي منذ اواسط الستينات و طيلة فترة السبعينات غير ان التدخل السوفياتي في افغانستان اثار الطرف الامريكي وساهم في عودة التوتر من جديد الذي لن يزول سوى بزوال الاتحاد السوفياتي 1991

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *