دروس التاريخ باكلوريا ادابدروس باكلوريا اداب

الدرس : استقلال الجزائر

باكلوريا اداب

مقدمة : خاض الجزائريون نضالا طويلا ضد الاستعمار الفرنسي وظهرت مع بداية القرن ال20عدة تيارات وطنية سيطر عليها التشتت ووفرت الحرب العالمية الثانية ظرفية جديدة ملائمة للحركة الوطنية الجزائرية مكنتها من السير نحوالاستقلال .ما هي ظروف تنامي الحركة الوطنية الجزائرية ؟و كيف كانت المسيرة نحو الاستقلال؟

1)تنامي و تجذر الحركة الوطنية الجزائرية

أ) ظروف ملائمة لنمو الحركة الوطنية الجزائرية

الظرفية الداخلية-تردي الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية للجزائريين نتيجة لتداعيات الحرب العالمية الثانية
 -تزايد التسلط و القمع الاستعماري( اعتقال القيادات الوطنية مثل مصالي الحاج سنة 1939 واعدام بعض الموالين لقوات المحور
=== ظرفية داخلية  متازمة ادت الى نمو الوعي الوطني
الظرفية الخارجية-تراجع هيبة القوى الاستعمارية التقليدية بسبب الاحتلال النازي في جوان 1940 لفرنسا التي انهكتها الحرب واستنزفت قوتها
-ظهور تيار دولي مساند لحركات التحرر )منظمة الامم المتحدة – جامعة الدول العربية – مؤتمر باندونغ
-موجة استقلال المستعمرات باسيا (استقلال الهند – سوريا و لبنان …)
اندلاع المقاومة المسلحة في تونس سنة 1952 وفي المفرب الاقصى 1953
-هزيمة فرنسا في معركة ديان بيان فو بالفيتنام في ماي 1954
=== ظرفية خارجية مساعدة للحركة الوطنية الجزائرية

ب)تنامي الحركة الوطنية وتجذرها

تكتل القوى الوطنية:
بيان فيفري 1943
*بيان فيفري 1943
صدر بيان فيفري 1943 عن اجتماع اهم أطياف الحركة الوطنية (حزب الشعب جمعية العلماء المسلمين وتيار المنتخبين …)  و تضمن ابرز مطالب الشعب الجزائري:دستورو حق الشعب في تقرير مصيره و احترام الحريات والمساواة بين جميع السكان دون تمييز عرقي او ديني
حرر البيان فرحات عباس (احد رموز الحركة الوطنية الجزائرية )و قدمت نسخ منه الى الحاكم العام الفرنسي و الجنرال ديغول والحلفاء
===عبر البيان عن تجذر الوعي الوطني و تجاوز الخلافات بالتكتل حول مطالب وطنية مشتركة
 *ردود فعل مخيبة للامال
كانت ردود الفعل مخيبة لامال الجزائريين اذ اعتبر الحلفاء القضية الجزائرية شأن فرنسي رفضوا التدخل بينما اقتصرت فرنسا على الوعد بالاصلاح(اصدار قانون حق المواطنةالفرنسية في 7مارس 1944 و رفع التمثيل النيابي…)  
===بعد خيبة الامل أسس الجزائريون “جمعية أصدقاء البيان و الحرية “في مارس 1944 التي وقعت تحت تأثير حزب الشعب الذي يقوده مصالي الحاج         
تصعيد المواجهةو مجزرة 8ماي 1945خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية في 8ماي 1945 بمناسبة انتهاء الحرب العالمية الثانية أطرتها حركة اصدقاء البيان والحرية في عدة مدن (سطيف –  قالمة …) ولكنها تحولت الو مواجهات دامية بين الجزائريين والقوات الفرنسية وخلفت 45الف قتيل والاف الجرحى وعقبها حل للاحزاب السياسية و سجن المناضلين
=== اقتنع الجزائريون اثر مجازر 8 ماي بعدم جدوى الكفاح السياسي  وبضرورة الانتقال الى الكفاح المسلح
إعادة بناء الحركة الوطنيةوردود فعل الفرنسية*اعادة بناء الحركة الوطنية
استغلت الحركة الوطنية اصدار فرنسا لقانون عفو عام في مارس1946والسماح بعودة العمل السياسي فاعيد تشكيل الأحزاب الوطنية وفق ثلاثة اتجاهات :
-*الاتجاه الاتحادي مع فرنسا :مثله حزب “الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري“1946 بزعامة فرحات عباس وهو يدعو الى الاتحاد الفدرالي مع فرنسا
*الاتجاه الاصلاحي : مثلته :جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي استانفت نشاطها بزعامة الابراهيمي
*الاتجاه الاستقلالي:مثلته :حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في نوفمبر 1946بزعامة مصالي الحاج و تتمثل مطالبها في مواصلة المطالب الاستقلالية و المشاركة في الانتخابات واسست الحركة جناحا عسكريا سري في فيفري 1947تحت اسم “المنظمة الخاصة “

* تنوع ردود فعل فرنسا تجاه الحركة الوطنية :
          *موقف متفهم للحركة الوطنية :باصدار “دستورالجزائر”في سبتمبر 1947 الذي نص على ان الجزائر  جزءا من فرنسا الى جانب القيام باصلاحات شكلية
* موقف متصلب :برفض ترشح مصالي الحاج و تزوير الانتخابات واعتقال اعضاء المنظمة الخاصة سنة  1950
===رفض الوطنيون الاصلاحات الفرنسية و تاكدوا من ان فرنسا ليست على استعداد لتقديم تنازلات جوهرية

2)الثورة الجزائرية والحصول على الاستقلال

الثورة المسلحة                                                                                                                    
*ظروف الثورة المسلحة    
جاء القرار في ظل طرفية اقليمية محفزةمن ذلك اندلاع الثورة المسلحة في كل من تونس (1952) والمغرب الاقصى (1953)الى جانب هزيمة فرنسا في معركة ديان بيان فو في الفيتنام سنة 1954و التي ادت الى تراجع هيبة فرنسا امام شعوب المستعمرات.فاقتنع   الشعب الجزائري بضرورة اعتماد الثورة المسلحة وفق تصريح فرحا عباس ” لم يبق من حل سوى الرشاشات
——تكونت” اللجنة الثورية للوحدة والعمل “في ماي 1954 بقيادة محمد بوضياف وضمت عناصر من المنظمة الخاصة .

*تنظيم الثورة المسلحة :اتخذ عمل الثورة الجزائرية ثلاث اتجاهات:

-العمل المسلح : اندلعت الثورة المسلحة في نوفمبر 1954 بقيادة “جبهة التحرير الوطني ” التي تاسست 1954 وتاسيس جناحها العسكري جيش التحرير الوطني الذي ضم 100الف مقاتل وقد خاض حرب عصابات بدعم من الدول المجاورة (تونس و المغرب الاقصى)التي تركزت فيها القيادات .

-العمل السياسي :انظمت أغلب الاحزاب الى جبهة التحرير الوطني و تم العمل على تعبئة العمال بتأسيس النقابات مثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين كما تم تكوين هياكل مسيرة للثورة ” المجلس الوطني للثورة و لجنة التنسيق و التنفيذ
=== تشكلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية  برئاسة فرحات عباس في سبتمبر 1958

-العمل الديبلوماسي: عملت جبهة التحرير الوطني على كسب المساندة الدولية بتكثيف الاتصالات بالدول العربية والاسلامية و الاشتراكية خاصة الاتحاد السوفياتي
=== تمكنت الثورة الجزائرية من كسب التاييد الافرقي الاسيوي أثناء ندوة باندونغ وتم ادراج القضية الجزائرية ضمن جدول اعمال منظمة الامم المتحدة منذ 1956
 
التفاوض مع فرنسا والحصول على الاستقلالتصدت فرنسا للثورة الجزائرية عسكريا وفي نفس الوقت عملت على معالجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكن اتساع الاعمال العسكرية و تزايد الضغط الدولي  دفعها الى التفاوض .
 
انطلقت مفاوضات سرية منذ 1956لم تؤد الى نتائج ثم تم الدخول في مفاوضات مولان سنة 1960ثم في ايفيان على مرحلتين (ماي 1961و مارس 1962)
-واجهت المفاوضات عدة صعوبات خاصة حول قضايا الصحراء والهدنة  وامتيازات المعمرين
=== تم توقيع اتفاقيات ايفيان في 18 مارس 1962 و التي نصت على وقف اطلاق النار و اجراء استفتائين الاول في فرنسا (وافق فيه الفرنسيون بنسبة 90/ على محتوى الاتفاقيات ) و الثاني في الجزائر اجري يوم 1جويلية 1962 و اجمع فيه الجزائريون على الاستقلال بنسبة 96.5/ و تم الاعلان رسميا عن استقلال الجزائر في 5 جويلية 1962
 

خاتمة

استفادت الحركة الوطنية الجزائرية من الظرفية المنبثقة عن الحرب العالمية الثانية لتصعيد النضال والفوز بالاستقلال .

الاستاذة : سعاد بن سعد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *